الجزائر..من صراع الى صراع
بعد فشلها في إجهاض مخطط توسيع الانفتاح المغربي على افريقيا عبر معبر الكركرات الذي لم يعد مجرد بوابة للمغرب نحو افريقيا فحسب، بقدر ما أصبح بابا لكامل دول اوروبا الغربية للولوج الى دول جنوب القارة، غيرت الجزائر من خطتها، من محاولات تحويله إلى معبر غير آمن عبر نشر ميليشيات البوليساريو، وعرقلة عبور شاحنات السلع المتوجهة من تراب المملكة نحو التراب الموريتاني، والتي تم طردها (الميليشيات) في آخر مرة من قبل الجيش المغربي…بعد تجريبها لهذه الوصفة التي لم تزد معبر الكركرات إلا شهرة، لجأت الى فكرة أخرى، سيكون مصيرها الفشل بلا شك، ويتعلق الأمر بمحاولة المنافسة، عبر فتح معبرين حدوديين جديدين اثنين مع موريتانيا بالقرب من الحدود المغربية، تم الإعلان عن قرب فتحهما على حد قول السلطات الجزائرية مطلع الأسبوع الجاري…كما قلت، هذا يأتي في سياق منافستها مع معبر “الكركرات” الذي لم تستطع التشويش عليه، والذى “تحول خلال السنوات الأخيرة إلى أهم وأكبر معبر بري يربط بين إفريقيا وأوروبا عبر المغرب بشهادة الأوروبيين أنفسهم.
وكما نلاحظ، معبر الكركرات، خلق منعطفا جديدا في الصراع الجزائري المفتعل ضد المغرب، أو على الأصح أضاف عبئا جديدا الى الصراع الذي تفرضه الجزائر على نفسها ضد المغرب، و يتمثل في صراع حول افريقيا..يعني من الصراع حول الصحراء المغربية، الى صراع جديد حول افريقيا، لهذا تريد فتح بابين جديدين نحو جناحها الغربي جنوب المغرب.
ولكن السؤال، هل الجغرافية الجزائرية تؤهل المعبرين المذكورين لمنافسة معبر الكركرات؟ بمعنى آخر هل الجزائر قادرة على ربطهما بطريق سيارة ينطلق من البحر الأبيض المتوسط وينتهي بالقرب منهما..مثلما عليه الأمر بالنسبة للمغرب الذي يتوفر على طريق سيار من طنجة الى الداخلة ..؟
إن أسهل ما يمكن أن تفعله دولة ما هو فتح معبر مع دولة اخرى، ولكن المشكل في البنيات التحتية المرافقة..ومنها ربطه بشبكة طرقية شبيهة بالشبكة المغربية..أما أن يفتح في صحراء مقطوعة جنوب تيندوف..فذلك سيكون مجرد مضيعة واهدارا لأموال دافعي الضرائب في الجزائر.