إفتتاحية

قتلة “أبوعاقلة” يضعون خطة لتبخير القضية

عبدالنبي مصلوحي

في الوقت الذي تشير فيه أصابع كل ساكنة الكرة الأرضية الى إسرائيل وتحميلها مسؤولية مقتل الصحافية “شيرين أبو عاقلة” خلال تغطيتها لإحدى عمليات الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين في الضفة الغربية، خرجت المدعية العامة للجيش الإسرائيلي “يفعات تومر يروشالمي” يوم الاثنين الأخير ، بقرار، تقول فيه:  “لن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن فتح تحقيق جنائي أم لا، إلا بعد توفّر وقائع أخرى”، و كأن الرصاصة التي استقرت في رأس القتيلة رمت بها طيور “أبابيل”.

قرار “بروشمالي”، كما هو واضح، ينفي الشبهة الفورية بارتكاب نشاط جنائي، من قبل عنصر أوعناصر معينة تابعة للجيش الإسرائيلي، وفق ما خلص اليه البحث والتحقيق في هذه المرحلة الأولى، وبالتالي فإنه لا وجود لمتابع أو مسؤول عن هذه الجريمة، بمعنى آخر، ستأخذ مسار جرائم أخرى كثيرة ارتكبها جيش إسرائيل ضد فلسطيين، ضمنهم ساسة، ومثقفون، وفنانون وصحافيون، كانت أصواتهم تشكل ازعاجا للاحتلال الاسارئيلي، فتخلصوا منهم بنفس الطريقة التي تخلصوا بها من “أبو عاقلة”.

و بالنظر الى الوقائع والتجارب الكثيرة بخصوص مثل هذه الجريمة، ستخرج نفس المدعية العامة للجيش الإسرائيلي بعد أسابيع أو ربما أقل، ببيان جديد، تحمل فيه مسؤولية الجريمة للفلسطينيين أنفسهم، وقد تفذلك روايات لذلك، مثلما تفعل دائما، وفي ظل بطؤ أي تحقيقات يمكن أن تجريها الجنائية الدولية، ستتلاشى عناصر القضية، وتتحول مع الأيام “نسيا منسيا”، وتضيع الحقيقة فوق الرفوف..كما ضاع الكثير مما يشبهها..وهذا هو المسار الذي تؤسس له”يفعات تومر يروشالمي” حينما قالت: “لا شبهة فورية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
P