إفتتاحية

غول الغلاء يأكل الناس والحكومة نائمة ..

عبدالنبي مصلوحي

من المواد الأساسية التي يستهلكها المغاربة بكثرة، وخاصة من ذوي الدخل المحدود، والى جانبهم الذين لا دخل لهم غير “بركة الله”، “اللحوم البيضاء” أو “لحم الدجاج الرومي”، اصبحت اثمانها  في قمة قمم الاسعار الملتهبة،  وكأنه هو الآخر يأتينا من الضيعات الاوكارنية التي تحاصرها الحرب..

هذا النوع من اللحوم، تتراوح أثمان بيعه  بالتقسيط هذه الأيام  مابين 19 و22 درهما للكيلوغرام الواحد، هذا  بالنسبة للدجاج الحي الذي لم  يكن يتجاوز سعره 17 درهما في أسوء أزمات السوق، أما المذبوح، فقد وصل ثمنه الى 35 درهما.

والى حد الآن، الحكومة “نائمة” في العسل و كأن لا شيء يقلقها، في وقت ينتظر المواطن تدخلها لإيجاد حل لهذا الغلاء الذي طال لحم “الفقير” على اعتبار أن لحم الدجاج الرومي،  النسبة الهائلة من زبنائه هم من فقراء هذا الوطن، وإذا لم تتدخل، فهو مرشح الى الارتفاع أكثر، وقد يتجاوز سعر الكيلو الواحد  25 درهم، على اعتبار اننا مقبلون على فصل الصيف، حيث تتوافد الجالية المغربية، وتكثر الحفلات والولائم..

المطلوب من الحكومة، ليس هو استيراده لتقول أن الحرب هي السبب،  بل هي مطالبة بالذهاب مباشرة الى “العلة” الحقيقية وراء هذا الغلاء الذي طال هذه المادة على غرار كل المواد الاستهلاكية الأساسية الأخرى، و يتعلق الامر بارتفاع أسعار المحروقات..فهذه الأخيرة يجب ان تعود الى ثمنها السابق، حتى يتوافق مع القدرة الشرائية لعموم المغاربة، لأن المحروقات هي القلب النابض للاقتصاد الوطني، إذا “مرض” يمرض الاقتصاد، وتنتقل العدوى بسرعة البرق الى المستهلك..

فهل “ستنعل حكومتنا الشيطان” وتضع اصبعها على الزر الحقيقي لإنهاء هذا الغلاء، أو على الأقل التقليص منه..أم ستترك الحال لخالق الأحوال في انتظار الذي يأتي او لا يأتي ..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
P