“مول الفز كيقفز”
بات التأييد الدولي الواسع للمغرب في موضوع وحدته الترابية، كابوسا حقيقيا يقض مضجع خصوم الوحدة الترابية للمملكة، و أولهم بطبيعة الحال ساكن قصر المرادية بالجزائر، والى جانبه طبعا الجماعة الانفصالية لجبهة البوليساريو التي تخيم في صحراء تيندوف الجزائرية منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي في أعشاش بدائية، تلعب مسرحية، يبدو أن النهاية التي سطرها لها مخرجها الراحل “أبو مدين” تجاوزها الزمن بكثير، فتاه الممثلون في صحراء الجزائر، وتاه معهم مخرج المسرحية بعد وفاة كاتب النص، والكل اليوم يعيش في قاعة انتظار كبرى في انتظار السراب، الذي فطن العالم برمته الى انه فعلا “سراب”، ويجب تجاوزه، ولهذا نعاين اليوم هذا التدافع الدولي نحو دعم المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي في الصحراء المغربية لطي هذا الملف بشكل نهائي.
هذا الموضوع بالذات، المتعلق بالدعم الدولي للمغرب، اربك أوراق خصوم الوحدة الترابية، فأصبحوا يختلقون الذرائع لخلق نقاش يكونون فيه أطرافا في الوقت الذي فطنت جميع الدول الى زيف رواياتهم و سوء نواياهم.
ومن آخر الذرائع، انتقادهم في بيانين اثنين، يعترضان على ما ورد ببيان المشاركين في مؤتمر مراكش ضد داعش، الأول صدر في الجزائر العاصمة، والثاني في تيندوف، يعبران عن اعتراضهما للخلاصة التي انتهى اليها اللقاء الدولي الذي يعد الأول من نوعه في افريقيا، كون المشاركين يعبرون عن “قلقهم إزاء انتشار الحركات الانفصالية في أفريقيا، والتي تولد زعزعة الاستقرار وزيادة ضعف الدول الأفريقية”، ولأن “مول الفز كيقفز”، فقد اعتبرا عبارة “الحركات الانفصالية” تستهدفهما، فأي “فز” هذا الذي حرك هذين الكيانين، أحدهما وهمي والآخر جامد مثل كل بقايا الحرب الباردة؟