هل هناك رابحون وخاسرون من الحرب الروسية الأوكرانية؟
عبدالنبي مصلوحي
خلال أي أزمة يطرح مثل هذا السؤال..لكن بالنسبة لحرب البحر الأسود الدائرة بين روسيا و أوكرانيا، يرى الخبراء، أنه من المبكر معرفة الرابح و الخاسر، و أن ذلك سيتوقف بالأساس على فترة الحرب، وإن كان بصفة عامة يمكن الإشارة الى الدول المصدرة للطاقة بأنها ستكون في عداد الدول الرابحة على المدى القصير على الأقل.
إلا أن ما يمكن التأكيد عليه، حسب تحليلات وقراءات خبراء السياسة والاقتصاد في العالم، أن هذه الحرب إن لم تتوقف، فإنها ستؤدي، بلا شك، الى تزايد المواقف السلبية من مخططات العولمة والتكامل الاقتصادي العالمي وحرية التجارة، حيث ستصبح الدول أكثر ميولا الى السياسات الحمائية خاصة، مع ظهور أزمة سلاسل الإمداد، والتي زاد من تأثيرها العقوبات المفروضة على روسيا، و ما رافق ذلك من زيادة الشكوك في المؤسسات المالية الدولية، والآليات المتعارف عليها مثل آلية سويفت، وهذه الصورة الاقتصادية التي يرسمها واقع الحرب الروسية الأوكرانية، ستكون لها ايضا آثار سياسية، قد تدعم، وفق ذات الخبراء، حظوظ انتخاب أنصار الحروب التجارية والسياسات الحمائية لقيادة الكثير من البلدان في العالم..
من الآثار السلبية المتوقعة كذلك، عجز أوكرانيا عن دفع ديونها الخارجية بسبب الأزمة، وهو ما سيدفع دولا أخرى الى التمرد على المؤسسات المالية الدولية، ورفض الدفع بسبب أزماتها الاقتصادية…على العموم، الحرب الروسية الأوكرانية إذا لم تتوقف فإنها ستكون وبالا على العالم، وستغير شكل نظامه بلاشك.