بريطانيا…تورط حزب المحافظين في فضيحة الرهان على موعد الاقتراع

في خضم الحملة للانتخابات التشريعية المقررة يوم 4 يوليوز المقبل بالمملكة المتحدة، تورط حزب المحافظين في فضيحة الرهان على موعد الاقتراع، مما وجه ضربة أخرى لطموحه في تجديد أغلبيته في وستمنستر.
وفي ظل موجة غير معتادة من الرهانات على إقامة موعد الانتخابات في يوليوز، والتي سبقت إعلان هذا التاريخ من قبل رئيس الوزراء ريشي سوناك، تساءلت اللجنة المسؤولة عن تنظيم الرهانات عما إذا كان مقربون من زعيم المحافظين قد استغلوا ولوجهم إلى معلومات مسبقة لمحاولة الاستفادة من هذه الموجة.
ومنذ ذلك الحين، وجهت اتهامات إلى نائب محافظ، مستشار لريشي سوناك، بوضع رهان قيمته 100 جنيه إسترليني على إقامة الانتخابات في يوليوز، قبل ثلاثة أيام من الإعلان المفاجئ لرئيس الوزراء. واعترف المرشح في دائرة انتخابية تابعة لويلز، كريغ ويليامز، بـ”خطأ في التقدير” دون أن يؤكد ما إذا كان يتوفر على معلومات سرية.
وبعد أسبوع، بدأت القضية تتخذ أبعادا أخرى عندما أخذ مدير حملة الحزب، توني لي، إجازة بعد أن استهدفته اللجنة، وكذلك زوجته، لورا ساوندرز، المرشحة المحافظة في غرب إنجلترا.
وأعرب سوناك عن “غضبه الشديد” إزاء هذه الادعاءات دون أن يسحب دعمه للمرشحين المعنيين، في الوقت الذي أكثرت فيه الصحافة البريطانية في عقد المقارنات مع “فضيحة الحفلات” (بارتي غيت) التي سبق أن أثرت على مصداقية حزبه.
وتلقى حزب المحافظين، الذي يتولى السلطة منذ 14 عاما ويحتل مرتبة متأخرة في استطلاعات الرأي التي تضعه خلف العمال، نكسة أخرى عندما أفادت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية بأن مسؤولا في الحزب، نيك ماسون، قد وضع أيضا عشرات الرهانات التي يمكن أن تحقق أرباحا تصل إلى عدة آلاف من الجنيهات الإسترلينية.
ومع تزايد الضغط، انتهى حزب المحافظين بسحب دعمه للمرشحين المتورطين في هذه القضية. وقال الحزب في بيان له “بعد التحقيقات الداخلية الجارية، خلصنا إلى أننا لم نعد نستطيع دعم كريغ ويليامز أو لورا ساوندرز كمرشحين برلمانيين في الانتخابات العامة المقبلة”.
ومع إغلاق الترشيحات، سيظهر المرشحان على بطاقات الاقتراع كمرشحين محافظين، لكنهما لن يحصلا بعد الآن على الدعم الرسمي من الحزب، وفقا للمصدر نفسه.
وريشي سوناك، الذي كان قد صرح في السابق برغبته في ترك التحقيقات الرسمية تأخذ مجراها قبل اتخاذ إجراءات تأديبية، قدم لحزب العمال المعارض، الذي يعتمد أساسا في حملته على “فوضى حكم المحافظين لمدة 14 عاما”، الفرصة للإشارة إلى المواقف المتغيرة لحزب المحافظين.
واعتبر جوناثان أشوورث، عضو حكومة الظل لحزب العمال، أنه “بما أن ريشي سوناك استغرق نحو أسبوعين لفهم ما كان واضحا للجميع فهو مثال آخر على ضعف قيادته المذهل”.
وأضاف: “يجب على ريشي سوناك الآن أن يكون صادقا مع الناخبين في جميع أنحاء البلاد ويطلعهم بالضبط على عدد المحافظين المتورطين ومن هم”.
وهذا التصريح اللاذع يذكرنا بتصريح زعيم حزب العمال، كير ستارمر، الذي قال قبل أسبوع إن عدم تعليق المرشحين المعنيين هو “دليل على غياب القيادة” لدى منافسه.
وكان للتسريبات المتقطعة حول المحافظين المتورطين في هذا التحقيق تأثير مدمر على حملة ريشي سوناك، التي كانت بالفعل متعثرة. ولا يملك الإطار البنكي السابق البالغ من العمر 44 عاما سوى بضعة أيام لمحاولة دحض التوقعات التي تشير في معظمها إلى موجة عمالية كاسحة.
وسيكون لسوناك الفرصة للدفاع عن حزبه قبل أسبوع من الانتخابات، خلال مناظرة تلفزيونية ستجمع زعماء الحزبين الرئيسيين على قناة بي بي سي. وسيكون هذا النقاش مناسبة لمراقبة الاستراتيجية التي سيتبعها سوناك، الذي لم ينجح في كسب ود الجمهور العريض بعد مناظرته الأولى التي ظهر فيها هجوميا بشدة ومدافعا بشراسة عن سجل حزبه.