يوم الإسكان…من أجل تعبئة الشباب لفائدة مجال حضري مستدام
إذا كان الاحتفال باليوم العالمي للإسكان يشكل مناسبة للانكباب على واقع المدن في مختلف بقاع المعمور، فإن التركيز سينصب هذا العام على المشاركة الفعالة للشباب في تطوير المدن والمجتمعات المستدامة.
ويروم هذا اليوم، الذي يحتفى به سنة 2024 في كويريتارو (المكسيك) تحت شعار “إشراك الشباب لخلق مستقبل حضري أفضل”، إبراز إسهامات الشباب في التحضر المستدام، ورصد تحديات النمو الحضري المتسارع.
والواقع أن وتيرة التحضر تزداد بسرعة كبيرة عبر العالم، في تساوق مع ارتفاع اتساع حيز شريحة الشباب ضمن هرم الساكنة، لاسيما في بعض البلدان الإفريقية والآسيوية. وفي أفق عام 2050، يتوقع أن تصبح المدن موطنا لنحو 70 في المائة من ساكنة العالم، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى تخطيط حضري مندمج وتنمية مستدامة.
وهو المعطى الذي تنطلق منه منظمة الأمم المتحدة، التي ما فتئت تدعو إلى توفير سكن ملائم للجميع، وخاصة للفئات الأكثر هشاشة إن في الوسط الحضري أو العالم القروي.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة على الصعيد العالمي، تدرك الأمم المتحدة بأن النهوض بأهداف التنمية المستدامة ما يزال يمثل تحديا كبيرا، خاصة على مستوى الفقر وعدم المساواة، والتهديد الذي يمثله تغير المناخ.
وإذ تستهدف المنظمة الأممية نسبة كبيرة من الأفراد، خاصة في البلدان النامية، الذين يفقتدون للمأوى والمرافق الصحية، فإنها تؤكد على ضرورة ضمان الرفاه الجسدي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي لكل الأفراد.
وفضلا عن ذلك، تشير تقارير المنظمة الدولية إلى أن العديد من المراكز الحضرية تشهد تزايدا سكانيا متسارعا خرج عن السيطرة، مما يتسبب في عملية تحضر سريعة.
ويحدث هذا النمو ، بشكل رئيسي، في البلدان النامية، ويتركز حول الأحياء السكنية العشوائية أو الصفيحية.
ونتيجة لهذا الوضع، فإن المناطق الحضرية التي تنمو بشكل أسرع هي، على وجه التحديد، المناطق الأقل تأهيلا وقدرة على مواجهة تغير المناخ، وفق المنظمة الأممية، التي تلاحظ أن هذه المناطق غالبا ما تكون هشة للغاية من حيث الحكامة والبنيات التحتية أوالعدالة الاجتماعية والاقتصادية.
وترى الأمم المتحدة أن هذه الإكراهات وغيرها تشكل عقبات قصوى أمام النمو العادل وقدرة المناطق الحضرية في كافة بقاع المعمور على الصمود، ما يدعو إلى تعبئة ودعم جميع طبقات المجتمع، مع التركيز بشكل خاص ، على مشاركة الشباب.
كما تؤكد الأمم المتحدة أن تمكين الشباب وإشراكهم في صنع القرار الحضري أمر ضروري لتطوير مدن مندمجة وقادرة على الصمود، معتبرة أن من شأن استغلال طاقة وإبداع الشباب أن يمكن المدن من أن تعمل لصالح تنمية أكثر استدامة وإنصافا، بما يضمن مستقبلا أفضل.
ومن هذا المنطلق، توصي الأمم المتحدة باستراتيجية جديدة للتوسع الحضري وبعمل جماعي لتحويل البيئات الحضرية، من أجل ضمان مستقبل مزدهر للجميع.