مؤتمر اليونسكو حول الحدائق الجيولوجية العالمية: أربعة أسئلة للسفير الممثل الدائم للمغرب
ميديانايا و م ع
في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يتطرق سمير الدهر، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى اليونسكو، إلى المؤتمر الدولي المقبل حول الحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو، الذي سينعقد خلال الفترة ما بين 4 و11 شتنبر المقبل بمراكش والذي يشكل تنظيمه تكريسا واعترافا بدور المغرب الرائد في بيئته العربية والإفريقية.
1- يعد المغرب أول دولة إفريقية وعربية تستضيف المؤتمر الدولي للحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو. ما دلالة هذا الأمر ؟
في دجنبر 2021، انتخب مجلس الشبكة العالمية للحدائق الجيولوجية، بالإجماع، المغرب لاستضافة النسخة العاشرة من هذا المؤتمر، وهو ما يمثل علامة أخرى على التقدير الذي يحظى به المغرب من حيث الدور الرائد الذي يضطلع به في بيئته العربية والإفريقية، لاسيما من حيث تعزيز الثروات الطبيعية والأثرية ذات القيمة العالمية والحفاظ عليها.
هذا التجمع هو الأكثر أهمية الذي يعقد مرة كل سنتين لمديري مواقع الحدائق الجيولوجية العالمية وأعضاء شبكة الحدائق الجيولوجية العالمية وكذلك للعلماء، من بين آخرين، مما يشكل فرصة لبلدنا لإعادة تأكيد ريادته في هذا المجال، ويتيح له وضع خبراته في متناول الدول العربية والإفريقية كجزء من سياسة التعاون جنوب-جنوب.
2- ترشحت أربع دول لتنظيم هذا الحدث. ما كانت نقاط القوة في الترشح المغربي ؟
قدم المغرب، الذي كان في سباق مع فرنسا والبرازيل والمكسيك، ملف حديقة “مكون” الجيولوجية، التي تم تصنيفها عام 2014 كأول حديقة جيولوجية في إفريقيا والعالم العربي. لقد استطاع العرض المغربي الاستجابة لجميع المتطلبات، لاسيما الجوانب الفنية والمتعلقة بالميزانية، وتسليط الضوء على الكفاءة والخبرة المغربية في مجال الحدائق الجيولوجية، وعلوم الأرض، والاتصالات، والسياحة المستدامة، ضمن معايير أخرى.
بالاضافة إلى الإمكانات والخبرات التي تراكمت لدى بلدنا في تنظيم التظاهرات واسعة النطاق، والتي باتت محل اعتراف في جميع أنحاء العالم، تم الإعلان عن اختيار حديقة “مكون” بفضل الدعم القوي لهذا الترشيح من قبل جميع أصحاب المصلحة على المستويات المحلية والبلدية والحكومية والوزارية، وهو دعم يعكس بوضوح مصداقية النهج المغربي والتزام بلدنا، وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الحماية والمحافظة على تراثنا الطبيعي والجيولوجي والثقافي والمعماري، والذي يشكل جزءا من هويتنا.
3- مواضيع متنوعة للغاية مدرجة في قائمة هذا المؤتمر. هل يمكن أن تقدم لنا لمحة عن العناوين الكبرى لهذا الحدث ؟
ستكون هذه النسخة العاشرة هي الأولى التي تقام حضوريا بعد الفترة الصعبة لوباء “كوفيد-19”. من المتوقع أن يشارك أكثر من 1500 مشارك من 50 جنسية. ينتظر تقديم أكثر من 750 ملخص وسيتم تنظيم حوالي عشر ورشات عمل موضوعاتية بهدف المشاركة في ترويج ونقل المعارف التقليدية، وتعزيز المنتجات المحلية، وتطوير السياحة الجغرافية، وتمكين السكان المحليين.
ويتميز هذا المؤتمر، أيضا، باجتماع للشبكات الجيولوجية الإقليمية وعقد الدورة الثامنة لمجلس الحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو، التي ستدرس، لمدة يومين على الأقل، ملفات الطلبات الجديدة، وطلبات التغيير في مساحات الأراضي، وإعادة التصديق على الحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو.
وستتاح الفرصة لجعل المشاركين يكتشفون جمال المغرب وتنوع المناظر الطبيعية والمواقع الجغرافية السياحية والمواقع الأثرية ذات القيمة الكبيرة، بالإضافة إلى تقاليد الطهي والموسيقى المحلية في منطقة “مكون”، خلال الرحلات الميدانية المخطط لها بعد المؤتمر عبر مسالك مختلفة.
4- في العام 2014، حصلت “مكون” على علامة الحديقة الجيولوجية العالمية من اليونسكو. ما هو تقييم ما يقرب من 10 سنوات من هذا التصديق ؟
اليوم، بعد ما يقرب من 10 سنوات من منح هذه العلامة، تعد حديقة “مكون” نموذجا مثاليا لاستغلال التراث الثقافي الطبيعي في خدمة تعزيز التنمية المستدامة للمجتمعات مع الامتثال للمفهوم العالمي للحماية والتربية والتنمية المستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، وبصفتها عضوا في شبكة الحدائق الجيولوجية العالمية ورائد الشبكة الإفريقية للحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو، تتيح حديقة “مكون” تجربتها للجهات الفاعلة الوطنية أو الأجنبية التي لديها مشاريع مماثلة وتطمح للانضمام إلى الشبكة، كجزء من نهج مسؤول وتضامني.