مراكش…اسدال الستار على فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية
أسدل الستار مساء أمس السبت بمراكش، على فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية.
واختتمت هذه التظاهرة التي نظمتها جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، على مدى خمسة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على إيقاع مختارات موسيقية وخالدات طربية ممزوجة بنفحات وطنية حملت توقيع الفنان عبد الرفيع بنونة والفنانة سعيدة ضياف رفقة فرقة جسور برئاسة الفنان يوسف قاسمي جمال.
وفي فقرة مفعمة بقيم التضامن والإنسانية تفاعل الجمهور الحاضر بشكل إيجابي مع وصلة موسيقية من أداء أطفال الثلاثي الصبغي ل”مركز ملائكة” الذين أدوا قبسات من النشيد الوطني “إيه دولة المغرب”.
واستمتع جمهور المهرجان وعلى مدى خمسة أيام، بأمسيات موسيقية في فن الملحون أحيتها النخبة الوطنية لفن الملحون بقيادة محمد ولي والشيخ الحاج امحمد الملحوني.
كما تميزت هذه التظاهرة بالاحتفاء بالمسار العلمي والمعرفي الحافل للأستاذ عبد العزيز أعمار الذي أثرى خزانة البحث الأكاديمي بعديد الأبحاث والدراسات في الأدب الشفهي وأدب فن الملحون على وجه الخصوص، إلى جانب تكريم مجموعة من رجال فن الملحون ضمنهم المايسترو محمد ولي الدين، والأستاذ الباحث محمد بو عابد، والراحل الشيخ أحمد بدناوي، وكذا الفنانة ماجدة اليحياوي والفنان عبد العالي بريكي نظير مساهمتهما الفعالة في كل دورات المهرجان منذ إطفاء شمعته التأسيسية الأولى.
وترسيخا للأبعاد الاجتماعية والإنسانية للمهرجان تم تخصيص صبحية فنية لفائدة نزلاء دار البر والإحسان بمقر المؤسسة.
وتوجت فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان التي نظمت تحت شعار “إدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية – تداعيات وتحديات”، بإصدار ثلاثة إصدارات حديثة ذات قيمة علمية وبحثية جادة تنتصر لمقاصد التوثيق لأدب فن الملحون وأعلامه.
وتشمل مؤلفا للسيرة الذاتية موسوم ب”على عتبة التسعين” للعلامة عبد الرحمان الملحوني، وكتاب “قصائد الورشان” للأستاذ والباحث السعيد بنفرحي، وكتاب توثيقي تحت عنوان “أحميدة الباهري.. رحلة نغم ـ فارس من ذاكرة الأغنية الغيوانية” من توقيع الباحث والإعلامي أنس الملحوني.
كما تضمن برنامج المهرجان المنظم بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمجلس الجماعي لمدينة مراكش، ومجلس جهة مراكش آسفي، وجامعة القاضي عياض، ندوة علمية قاربت فن الملحون شارك فيها نخبة من الباحثين والدارسين وخلصت إلى مجموعة من التوصيات التي تشكل خارطة طريق لتوثيق الإرث الماضي لأدب فن الملحون وتثمين منجز حاضره.
وسعت هذه التظاهرة إبراز قدرة أدب وفن الملحون على تمثيل الحضارة المغربية بامتداداتها الإنسانية والتعريف بها، باعتباره تجليا ومظهرا ل غنى هذه الثقافة وخصوبتها وتنوعها.