رأس السنة الأمازيغية الجديدة…ثلاثة أسئلة للفاعل الثقافي البلجيكي-المغربي محمد إيقوبعان
و م ع :هشام بومهدي
احتفل المغاربة، يوم 14 يناير، برأس السنة الأمازيغية الجديدة، وذلك للمرة الأولى بعد إقرارها كعطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، يتطرق محمد إيقوبعان، الفاعل الثقافي والجمعوي البلجيكي-المغربي ومدير مركز الرحل للفنون “موسم” ببروكسيل، للأهمية التي يكتسيها هذا الحدث ولحمولته الرمزية القوية بالنسبة لجميع المغاربة داخل المغرب وفي المهجر.
1- احتفل المغاربة لأول مرة برأس السنة الأمازيغية كعطلة وطنية رسمية، بماذا يوحي لكم هذا الحدث ؟
بالتأكيد، يتعلق الأمر بحدث ذي أهمية كبرى. الاحتفال برأس السنة الأمازيغية هو احتفال بالمغرب التعددي ومتنوع الثقافات. إنه اعتراف بالتنوع الثقافي الذي يشكل المغرب.
تحتل الثقافة واللغة الأمازيغية مكانة أساسية في هذه الفسيفساء التي تمثلها الثقافة المغربية. لذلك، فإن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة أمر منطقي تماما ويجسد رمزا لمغرب موحد في تنوعه.
من جهة أخرى، فإن هذا الاحتفال الذي يشاطره جميع المغاربة أينما وجدوا، يعتبر أيضا مؤشرا على مظاهر التقدم المحرزة من طرف المغرب على درب الديمقراطية والتعددية.
2- باعتباركم فاعلا ثقافيا، كيف تقيمون الجهود التي يبذلها المغرب من أجل النهوض بالثقافة واللغة الأمازيغية ؟
مظاهر التقدم المحرزة لا يمكن إنكارها. لقد تم إنجاز الكثير، خاصة منذ إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2001، ثم تكريس الأمازيغية كلغة رسمية في دستور 2011. هذه التطورات تشمل كافة المجالات وتمكن الثقافة واللغة الأمازيغية من اكتساب إشعاع أكبر، خاصة في وسائل الإعلام.
مع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، لاسيما فيما يتعلق بتدريس اللغة الأمازيغية. لكن بوسعنا من الآن الاحتفاء بالتدابير المتخذة من أجل تحسين وضعية تدريس هذه اللغة، وبشكل عام، تجسيد الطابع الرسمي للغة الأمازيغية والعمل على أن يكون هذا الاعتراف بالأمازيغية كمكون للهوية المغربية فعالا وليس رمزيا فقط.
3- حدثنا عن مركز الرحل للفنون “موسم” ومساهمته في النهوض بالثقافة المغربية في بروكسيل ؟
“موسم” هو مركز عالمي للفنون يركز على تطوير، إنتاج وعرض الفنون البصرية والمسرحية. لقد رأى المركز النور منذ أزيد من عشرين عاما كجمعية تنشط في نشر الإنتاج الثقافي من مختلف مناطق العالم في إطار التعددية الثقافية.
الثقافة المغربية، بتنوعها، حاضرة بشكل خاص ضمن برنامج أنشطتنا. نعمل على دعم الفنانين في الإنتاج والتوزيع، سواء في مجال الفنون التشكيلية أو الفنون المسرحية أو السينما.
نستقبل، في إطار الإقامات الفنية، الفنانين من جميع جهات المغرب وكذا الفنانين المقيمين في الخارج، بما في ذلك فنانون ومبدعون أمازيغ، والذين يعكسون غنى وتنوع الثقافة المغربية.
أغتنم هذه الفرصة لأعلن أنه في إطار الاحتفال بمرور 60 عاما على الهجرة المغربية إلى بلجيكا، نقوم بالتحضير لمعرض كبير سيقام هذه السنة في كل من الرباط وطنجة، بهدف الاحتفاء بإبداعات الفنانين، السينمائيين والكتاب البلجيكيين-المغاربة، وكذا بمساهمة الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا، ليس فقط في المجالين الاقتصادي والسياسي، ولكن أيضا في المجالين الثقافي والفني.