إفتتاحية

ساسة من طينة أخرى

عبدالنبي مصلوحي

بعض الساسة، الذين ابتلاهم الله بعمى الألوان، فغدت “السياسة” بالنسبة اليهم مجرد “بقرة” باللونين الأبيض والأسود، تحمل تحت بطنها “ضرعا” منفوخا بالحليب، مهمتهم تنحصر في امتصاصه..يستيقظون كل خمس سنوات، عندما تنتهي الولاية الانتخابية، عبوسين لا أمل لهم غير تجديد التموقع عبر التقرب من الناخبين بخطابات جديدة، تمشي مع موضة الوقت، يبحثون عن هفوات خصومهم بالدوائر الانتخابية والثغرات في كل شيء لينفذوا هم.

حياة هؤلاء، هي عبارة عن سجن تكبلها اكراهات الحفاظ على منافذ المنافع والريع، تمر بسرعة، و بعد أعوام من التيه الذي يسميه بعضهم “إنجازات” و “تضحيات”، ونوم، يجدون أنفسهم مثل “آلات” كهربائية، لم تعد صالحة لشيء.

لم يراكموا طوال سنين، أي شيء مفيد  للناس، وللانسانية، ولا اثرا طيبا تركه أحدهم بنفس أحدهم..حيواتهم، رغم ما فيها من أسرار ومن دهاء وسياسة، فقد كانت فارغة وتافهة، استهلكت اوقاتا ثمينة في التيه والقيل والقال وابداع حيل المكر والخداع..

يموتون دون ان يقدموا شيئا نافعا للناس، غير ثقافة اليأس والعزوف من السياسة ونظرة  تشاؤمية للحياة، وأحلام بترك الوطن، لم تكن لديهم قلوب، وظيفتها الحب والرحمة، بقدر ما كانت صدورهم تحوي “محركات”،  وظيفتها ضخ الدم في أجسادهم..

الخطأ، هو الناس لا تكتشف مثل هذه العينة من الساسة، إلا بعد فوات الأوان عندما تشيخ ولا تعود صالحة لشيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
P