حوار..محمد بن إيعزة يطالب اسبانيا بتكثيف استثماراتها في الصحراء المغربية
حاوره: عبدالنبي مصلوحي
تفاعلا مع الموقف الاسباني الأخير، المتعلق باعتراف الحكومة الاسبانية بسيادة المغرب على صحرائه، قال محمد بن إيعزة، رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الانسان بالصحراء، إنه كان لزاما على اسبانيا أن تقوم بهذه الخطوة، باعتبارها تعلم اكثر من غيرها تاريخ المنطقة، ومدى تشبث الصحراويين بالملوك العلويين، مؤكدا في هذا الحوار الذي خص به “ميديا نايا” مطالبة نخب الصحراء بأن تقدم الدولة المستعمرة السابقة لهذا الجزء من المغرب على فتح قنصلية لها بالعيون أو الداخلة على غرار دول أخرى ..نتابع الحوار:
– ما أهمية الموقف الإسباني الأخير بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء؟
اعتقد أن الموقف الاسباني الأخير المتعلق بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية الداعم لمغربية الصحراء موقف في غاية الأهمية، لعدد من الاعتبارات، تأتي في مقدمتها هي أنها تعتبر البلد الذي كان يستعمر الصحراء المغربية وأن أي موقف لها مستقبلا في الأمم المتحدة داعم لمشروع الحكم الذاتي سيكون له الأثر البالغ في تقوية الموقف المغربي والإسراع لإنهاء الصراع، على اعتبار ان اسبانيا ما كانت لتتخذ هذا الموقف الداعم لمغربية الصحراء لولا توفرها على أرشيف يؤكد تعلق ساكنة الصحراء ابان الاستعمار بملوكهم وبمبايعتهم لهم، أضف الى ذلك ان صوت اسبانيا هو صوت مسموع في مجموعة أصدقاء الصحراء، ولابد أن موقفها الأخير هذا، سيكون له الأثر البالغ والكبير، في ما يخص صياغة باقي رؤى ومواقف أعضاء المجموعة من خلال الدفاع عن مقترح الحكم الذاتي كحل أوحد لهذا النزاع المفتعل.
– هل يمكن أن تتبع اسبانيا دول أوروبية أخرى، وتقر بسيادة المغرب على صحرائه؟
مما لاشك فيه أن الموقف الأخير لاسبانيا سيكون مؤثرا على باقي الدول الاوربية على اعتبار ان اسبانيا هي البلد المستعمر للمنطقة، وهي كذلك الأقرب الى حقائق ساكنة الصحراء ومدى علاقتها بالملوك العلويين، وقد لاحظنا كيف ان فرنسا بادرت عقب الإعلان عن الموقف الجديد لاسبانيا الى تأييده وتثمينه.
ـ كيف استقبلت النخب الصحراوية الموقف الاسباني؟
النخب الصحراوية سارعت الى تثمين هذا الموقف الاسباني ومباركته، وهي تتطلع الى إقدام اسبانيا على مضاعفة الاستثمار في الصحراء المغربية، خاصة وأن شرائح واسعة من ساكنة المنطقة تتكلم اللغة الاسبانية بطلاقة، كما أن هذه النخب تتطلع الى أن تقرن اسبانيا المواقف بالافعال وتفتح لها قنصلية بالعيون أو الداخلة، وأريد بهذه المناسبة أن أطالب النخب الصحراوية من جمعويين وسياسيين ومنتخبين بالاقاليم الجنوبية بالدفاع أكثر عن مغربية الصحراء، على اعتبار أنهم معنيون مباشرة، عبر تقديم الندوات والاعلام وتوجيه الرسائل الى المجتمع الدولي ومخاطبة أبناء عمومتهم في الضفة الأخرى بمخيمات “الحمادة”، من أجل العودة الى الوطن..لا يعقل ان تكون هناك ندوات ولقاءات إعلامية ويغيب عنها العنصر الصحراوي الذي يمكن أن تكون له قوة اقناعية أكبر..لابد لهذه النخب الصحراوية أن تنخرط بشكل أوسع في الدفاع عن مغربية الصحراء، على الأقل لدحض المقولة التي تدعي ان البوليساريو هي الممثل الوحيد للصحراويين.
