إفتتاحية

البشرية تضع أياديها على قلوبها

عبدالنبي مصلوحي

تؤكد التقارير الاقتصادية أن ما تشهده أسعار المواد الأولية من التهاب، يعد الأقوى منذ خمسين عاما، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، متسببة في خسائر فادحة للاقتصاد العالمي، ومهددة في الآن نفسه بثورات اجتماعية بعدد من البلدان التي لا تقوى اقتصادياتها على مقاومة الاعصار، وتوفير الحد الأدنى من الغذاء بأسعار مقبولة من طرف شعوبها.

روسيا وأوكرانيا يعدان من أكبر الدول المصدرة للقمح وزيت عباد الشمس ، ولن يكون من قبيل الصدفة، أن تتضاعف أثمان هذه المواد ومستخرجاتها مرات عديدة إذا استمر رحا الحرب في الدوران بمنطقة البحر الأسود.

هناك شعوب، لا تستطيع العيش دون خبز، ومنها الشعوب العربية، يمكن أن نتوقع إذا لم تتوقف الحرب، أن وضعها سيكون صعبا، في ظل شح السوق العالمي من هذه المادة، ولأن الخبز هو مصدر “الحياة” بالنسبة لهذه الشعوب، وأن أي مساس بأسعاره  يعد مغامرة من قبل مدبري الشأن العام، فإن دولا كثيرة، بل كل دول المنطقة العربية ذات الدخل المنخفض تدعمه حتى يكون في متناول أي مواطن، وقد تابعنا كيف كانت ندرته أو غلاؤه في بعض الدول قبل 11 عاما إحدى عوامل تحريك الربيع العربي لعام 2011، ورفعت بشأنه شعارات قوية في كثير من مدن المنطقة العربية، وانتهت في آخر المطاف بالعصف بأنظمة…

لهذه الأسباب، تضع كل البشرية اياديها على قلوبها، خشية العواصف القوية القادمة من منطقة الحرب ..عواصف، تنذر بزلزلة كل الأركان التي بنت عليها السياسة أحلامها بكثير من الدول..فمتى ستنتهي هذه الحرب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
P