أزيد من 350 ألف حريق غابوي ببلدان أمريكا الجنوبية منذ بداية السنة الجارية
خلق توالي فترات الجفاف بأمريكا الجنوبية خلال الأشهر الأخيرة ظروفا مواتية لنشوب واندلاع مئات الآلاف من الحرائق في جميع أنحاء بلدان المنطقة، التي سجلت أزيد من 350 ألف حريق غابوي منذ بداية السنة الجارية.
وتشير معطيات أوردتها الصحافة الأرجنتينية إلى أن هذه الحصيلة تمثل زيادة بواقع 10 آلاف حريق قياسا بالعدد الإجمالي المسجل خلال السنة الماضية كاملة (344 ألفا)، ما يشكل الحصيلة الأكبر خلال السنوات الـ 15 الماضية.
وفي جميع بلدان أمريكا الجنوبية، تعتبر الحرائق التي يشعلها المزارعون لتطهير الأراضي لأغراض فلاحية وفترات الحرارة الطويلة هي الأسباب الرئيسية لهذه الحرائق المدمرة.
وسجلت البرازيل، كبرى بلدان المنطقة وموطن أكبر غابة استوائية في العالم، وحدها حريقا واحدا من كل ثلاثة حرائق (ما مجموعه 128 ألف حريق)، ما أدى إلى تدمير حوالي 12 مليون هكتار، نصفها في منطقة الأمازون.
وأوردت تقارير وسائل الإعلام المحلية، نقلا عن بيانات المعهد البرازيلي لأبحاث الفضاء، أن الأقمار الصناعية رصدت أزيد من 102 ألف حريق في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية منذ بداية شتنبر الجاري. ولوحظ نصف هذه الحرائق (64 ألف) في الأراضي البرازيلية.
وفي بوليفيا المجاورة، تم تسجيل أكثر من 65 ألف حريق منذ بداية السنة الحالية، التهمت 3,8 مليون هكتار من الغابات والنباتات في المناطق التي تشطل موطنا للتنوع البيولوجي في البلاد.
ودفع حجم الأضرار سلطات بوليفيا إلى إعلان “حالة طوارئ وطنية” من أجل مكافحة الحرائق.
وبدورها، أعلنت البيرو “حالة الطوارئ” بسبب آلاف الحرائق التي أودت بحياة 16 شخصا خلال الأيام الأخيرة.
وقد سجل هذا البلد المعروف بجغرافيته الوعرة، التي تعقد عمل رجال الإطفاء، أزيد من 11 ألف حريق، لا يزال ألف منها مشتعلا.
وفي الأرجنتين، لا تزال العديد من الحرائق مستمرة في شمال ووسط البلاد، حيث دمر أكثر من 1500 حريق نحو 30 ألف هكتار من المساحات الغابوية.
كما أثر الدخان المتصاعد من الحرائق على المناطق المجاورة، مثل بوينس آيرس، على بعد 1.200 كيلومتر من الحدود الشمالية.
وفي فبراير الماضي، سجلت الشيلي موجة من الحرائق كانت الأكثر حدة في تاريخها، وخلفت 137 قتيلا في منطقة فالبارايسو بوسط البلاد، وتجاوزت المساحة المحروقة 72 ألف هكتار.
أما في الإكوادور، فقد أتت النيران على أزيد من 34 ألف هكتار منذ بداية العام الجاري. واجتاح الدخان نحو 80 في المائة من هذه المنطقة منذ غشت الماضي، عندما اشتد موسم الجفاف في سلسلة جبال الأنديز.
وفي كولومبيا أتت الحرائق على أزيد من 19 ألف هكتار من الغابات، بحسب وحدة إدارة مخاطر الكوارث، التي أكدت أن “الوضع لا يوجد خارج نطاق السيطرة”.
وفي الباراغواي، دعت الهيئة المكلفة بحقوق الإنسان إلى إعلان “حالة الطوارئ” في منطقة تشاكو الغابوية بسبب توالي الحرائق وحدوث أسوأ موجة جفاف بالبلاد.