مكناس: إطلاق النسخة الأولى من المقهى الثقافي “أصدقاء”

وفتح هذا الفضاء الجديد للقاءات، الواقع بشارع يعقوب المنصور بالمدينة الجديدة، أبوابه في 18 غشت الجاري حيث تمكن على الفور من جذب انتباه النخبة المثقفة المحلية.

وتهدف هذه المبادرة الواعدة إلى بث دينامية جديدة في الحياة الثقافية لهذه المدينة المغربية التاريخية.

وتعلق صاحبة هذا المشروع، الكاتبة والشاعرة هدى الفشتالي، آمالا عريضة على هذا المقهى، حيث يتمثل هدفها الأساسي في خلق فضاء رحب يلتئم فيه عشاق الثقافة بشكل منتظم لاستكشاف والاحتفاء بمختلف أشكال التعبير الفني.

وتعتزم الفشتالي، الشغوفة بالفن والثقافة، تنظيم لقاءات أسبوعية تتمحور حول الأعمال الأدبية والشعرية والفنية، وتشجيع التآزر بين مختلف الفنون، لاسيما من خلال اقتراح مزيج مبتكر بين الأدب والفنون البصرية.

وتروم هذه المقاربة متعدد التخصصات تحفيز التبادلات الغنية وإظهار الكيفية التي يمكن من خلالها لمختلف الأشكال الفنية أن تغذي بعضها البعض.

وفي إطار سهرته الافتتاحية، احتفى مقهى “الأصدقاء” بكتاب “مكناس جولة في التاريخ والمعالم” للباحث في التاريخ مصطفى بنفايدة.

ويعكس هذا الاختيار إرادة المنظمين في خلق جسر بين الماضي التليد للمدينة وحاضرها. ويتيح مؤلف الأستاذ بنفايدة سفرا رائعا من خلال تاريخ مكناس، المدينة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو منذ سنة 1996.

كما يسلط الضوء على الفترات المجيدة للمدينة، لاسيما في عهد السلطان مولاي إسماعيل في القرن السابع عشر، ويستعرض التحديات الحالية المرتبطة بالحفاظ على تراثها المعماري والثقافي الغني.

وبحسب المنظمين فإن إطلاق المقهى الثقافي “أصدقاء” يشكل بداية حقبة جديدة للمشهد الثقافي بمكناس. ويطمح هذا الفضاء إلى أن يشكل ملتقى للثقافة والتفكير يتيح للفنانين والكتاب والشعراء تقاسم تجاربهم وأعمالهم مع جمهور ملتزم.

كما تندرج هذه المبادرة في إطار الجهود الرامية إلى النهوض بالتراث الغني لمكناس وتشجيع الإبداع المعاصر.