رسائل عابسة من ساسة هوايتهم المزايدات الفارغة
عبدالنبي مصلوحي
تابع المغاربة قبل أيام كيف أن ساسة، ممن يعدون قياديين بأحزاب سياسية، اختاروا تجاوز كل خطوط اللباقة والسلوك السياسي الرصين، ولجؤوا الى التنابز وتبادل الشتائم بألفاظ سوقية لا ترقى الى مستوى مواقعهم السياسية، الأمر الذي يعطي إشارات أن السياسة في بلادنا ليست بخير، وأنها “مريضة”، وتحتاج الى جهود طبية خارقة لتستعيد عافيتها.
كتب أحد المغردين، على صفحته بالفاسبوك، في إشارة الى هذا الموضوع، قائلا:”إذا كان رب البيت للطبل ضاربا .. فلا تلومن الصبيان في حالة الرقص”، يعني إذا هؤلاء الساسة الكبار اختاروا هذا السلوك “الساقط” لتبادل الهجوم على بعضهم، فماذا ستفعل الأجيال القادمة لعالم السياسة، والتي تتربى في بيوتهم السياسية؟ أي قدوة يشكل هؤلاء الناس لشبيباتهم الحزبية؟
لم يجدوا في كل قواميس اللغة العربية من المفردات والعبارات النبيلة التي تحترم نبل السياسة ما يتبادلون به اللوم، غير ما استعملوه من عبارات لا تليق بأناس في هاته المواقع السياسية. عبارات سب وتشهير لا تليق بأناس يقال انهم “نخبة سياسية”، يُفترض فيها احترام قواعد وأخلاق السياسة، و الحرص على النأي بالفعل السياسي من هكذا سلوكات “هابطة”.
ألا يفكر هؤلاء الناس في معاناة المشهد السياسي من أمراض النفور من السياسة.. ألا يعرفون أنهم بهكذا سلوك يزيدون من تعميق أزمة السياسة في بلادنا، والمتمثلة في نفور الشباب، بل وكرهها الى حد العزوف عن الذهاب الى صناديق الاقتراع؟