حوارات

حوار..فاعل سياسي: شجار مستشارين في بوزينقة ببهو الجماعة تأكيد على “بؤس سياسي”

أحمد آيت سي علي، فاعل سياسي وكاتب محلي لفرع حزب الاشتراكي الموحد ببوزنيقة، تابع على غرار باقي ساكنة مدينة بوزنيقة وعموم المغاربة على اليوتوب مقطع فيديو يوثق لمعركة بين مستشارين منتخبين بالمجلس الجماعي لبوزنيقة..في هذه الدردشة، سنحاول معرفة قراءته لهذا الحدث الذي هز الرأي العام المحلي والوطني..نتابع:

حاوره: ع مصلوحي

تفرج رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومعهم ملايين المغاربة على مقطع فيديو يوثق لمعركة حامية الوطيس، استعملت فيها الايدي والارجل بين أربعة من مستشاري المجلس الجماعي لبوزنيقة بمقر الجماعة.. في رأيك، وأنت فاعل سياسي ومتابع للشأن المحلي في بوزنيقة، ما هي أسباب هذا الانفلات..ومن يتحمل المسؤولية؟

إن ماحدث يوم الثلاثاء 22 مارس الأخير عقب انتهاء دورة المجلس الجماعي من عنف جسدي بين الاربعة مستشارين الجماعيين، هو تأكيد لاستمرار البؤس السياسي بالبلاد بشكل عام وبمدينة بوزنيقة بشكل خاص ، فالانتخابات الاخيرة ساهمت في بلقنة وتمييع المشهد السياسي المحلي والتي يتحمل مسؤوليتها الاحزاب السياسية التي تمنح التزكيات لاشخاص دون المستوى المطلوب وحجم المسؤولية التي تتطلبها المؤسسات المنتخبة،  سواء تعلق الامر بالبرلمان او الجماعات الترابية، ونحن نعلم جيدا ان الارقام التي قدمتها وزارة الداخلية نفسها في وقت سابق تؤكد على انه من أصل 30 ألفا و663 مستشارا يسيرون شؤون جماعات المملكة الـ1503 هناك 4739 منهم لم يلجوا المدارس في حياتهم.

أفهم من كلامك أن الاسباب تكمن في ضعف التكوين والتأطير…؟

نعم، الى جانب أن هناك جزء كبير من أعضاء المجالس الجماعية في المغرب، يعتقدون ان دور المستشار الجماعي في هذه المجالس هو البحث عن الغنائم والبحث عن الانتفاع الشخصي، بدون استحضار ان المهام الرئيسية التي يستوجبها هذا الموقع هي الدفاع عن مصالح الساكنة و المساهمة في تدبير الشأن العام بشكل يستجيب لتطلعاتها وانتظاراتها.

إذن ..الى اي حد يمكن التعويل على هذا النموذج من المستشارين لخدمة مصالح الساكنة؟

قبل الاجابة على هذا السؤال لابد من التأكيد على قاعدة ان ” فاقد الشئ لايعطيه ” فالمستشار الجماعي اولا يجب ان يكون متمكنا من كل الجوانب المتعلقة بمهمته، خصوصا في الشق المتعلق بالضبط القانوني وان يكون صاحب مبادرات واقتراحات جوهرية تصب في مصلحة الساكنة ،وان يساهم في تطوير الاداء الجماعي ، عبر الرصد والاقتراح والتنفيذ والمتابعة المستمرة لكل الجوانب المتعلقة بالحياة العامة للمدينة..وبالنسبة لبوزنيقة، فإنه  منذ المجالس المنتخبة السابقة إلى الآن لم نكن سوى امام رئيس جماعي منفرد بالقرار وله اريحية كبيرة في تمرير كل القضايا التي لم تساهم في اي تنمية محلية تذكر ، حتى أضحى في المخيال الجماعي عند كل استحقاق انتخابي وبعده ان الرئيس هو المدينة والمدينة هي الرئيس، اما دور باقي الاعضاء فهو الترقب وابتزار ما يمكن ان يصلهم من هوامش الريع .

كما ان المسؤولية كذلك تتحملها الساكنة ممن باعوا اصواتهم وضمائرهم..الى جانب الرئيس نفسه، فهو ايضا يتحمل مسؤولية ما حدث عقب نهاية الدورة الاخيرة من شجار وفوضى بقلب الجماعة من طرف مستشارين..تقع على عاتقه المسؤولية لأنه لا يفكر  سوى في حيازة اغلبية مريحة يمرر عبرها اهدافه ومخططاته ، ولو تطلب الامر توسيع دائرة الريع على باقي الاعضاء و من هنا ينطلق الصراع ، ليس الصراع على مصالح الساكنة،  ولكن الصراع من اجل الانتفاع الشخصي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
P