حوارات

حوار..بن جلول:  النخب الموجودة بالجماعات الترابية غير مؤهلة لتنزيل النموذج التنموي الجديد

حاوره: عبدالنبي مصلوحي

محمد بن جلول برلماني ومستشار جماعي سابق، شاب، مثقف، جرىء،  تمكن خلال الولاية التشريعية السابقة من نيل ثقة ناخبي الدائرة الانتخابية المحلية لإقليم بنسليمان باسم حزب العدالة والتنمية،  مثلما نال ثقة ناخبي دائرة  بجماعة بوزنيقة للمجلس الجماعي،  في هذا الجزء الثاني والأخير نواصل الدردشة معه حول تجربته:

ـ الى جانب تجربتك البرلمانية..كانت لك تجربة محلية بالمجلس الجماعي لبوزنيقة..هلا حدثتنا عنها؟

بالنسبة للتجربة المحلية بالمجلس الجماعي لبوزنيقة، فهي أيضا كانت تجربة مهمة، حيث جعلنا  من المعارضة  قوية، تعارض كل ما تراه لا يخدم مصالح ساكنة المدينة، ومعارضة قادرة على الاتيان بالبدائل، وقد جئنا بالكثير منها ومن المقترحات التي تم التصويت على بعضها، وللأسف الشديد ظلت حبيسة الرفوف لأن رئيس المجلس الذي هو الآمر بالصرف أراد لها ان تبقى عالقة، كانت فعلا تجربة مهمة ، لكن للأسف الشديد، العمل الجماعي في منظور المواطن بصفة عامة لا يحظى بالاهتمام اللازم، علما أن جل المشاكل المحلية وجل ما يحتاج المواطن، هو مرتبط بالجماعة المحلية، وبالتالي فالمشاركة في الانتخابات بشكل يختار معه المواطن المرشح الأصلح الذي سيجده الى جانبه بشكل مستمر، تعد مسألة غائبة لدى هذا الناخب، لهذا فالعمل الجماعي المرتبط بالجماعات المحلية يحتاج الى دعم الدولة والفاعلين والإعلام لتسليط الضوء على أهميته وأهمية الانخراط فيه.

ـ الى أي حد ترى ان النخب الموجودة بالمجالس الجماعية قادرة على تنزيل النموذج التنموي الجديد؟

بخصوص هذا السؤال، فأنا شخصيا جد متشائم في هذا الباب، ولا أظن ان المجالس المحلية الحالية المنتخبة والنخب الموجودة بالجماعات الترابية،  سواء الجهات أو الجماعات، أو الأقاليم قادرة على التفاعل الإيجابي مع هذا التحدي، فالطريقة التي أتوا بها الى تدبير الشأن العام، طغى عليها الاستعمال الكثيف للمال، وبالتالي افرزت لنا نخبة غير مؤهلة صراحة لتتفاعل بشكل إيجابي مع تنزيل النموذج التنموي الجديد الذي سيرهن مستقبل المغرب، على الأقل عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن، ولهذا لا أظن ان هاته النخب مؤهلة لهذا العمل، و انتم تلاحظون وتتابعون بالعين المجردة في عدد كبير من الجماعات المحلية كيف يتم التداول..اليوم غابت لغة الحوار والنقاش والدفاع بالفكرة مقابل الفكرة والاجتهاد في رفع السقف على مستوى المطالب وتطلعات الساكنة والدفاع عليها، ما نشاهده هو الركون والسب والقذف وتبادل اللكمات وتخريب ممتلكات..وهي أمور تجعلنا صراحة نضع أيدينا على قلوبنا، وتجعلنا جد متشائمين في المستقبل بخصوص ما يمكن أن تؤول اليه الأمور في الجماعات على المستوى الوطني، وبالتالي فهاته النخب المنتخبة فهي بعيدة كل البعد أن تتفاعل بشكل إيجابي مع النموذج التنموي الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
P