حوارات

حصري…ضريف:  المثقفون نفروا من السياسة بسبب المرشحين “البلطجية” الذين يتحكمون في مدن وقرى

محمد ضريف، أستاذ العلوم السياسية ورئيس حزب الديموقراطيين الجدد، نكمل معه في الجزء االثالث من هذه الدردشة، موضوع تغيير المعاطف السياسية، ونفور المثقفين من السياسة، و آثار ذلك على الفعل السياسي في المغرب…. نتابع:

حاورته: ميديا نايا

ما هي أسباب تغيير الألوان السياسية ..أو ما يعرف بالهجرة السياسية ..؟

هذا من أمراض الجسم الحزبي في المغرب،  فكلما وصل حزب الى السلطة، إلا وحجت الناس اليه..ليستفيدوا من الخدمات، وسنلاحظ ذلك عندما تأسس حزب الاحرار، وكان يشكل قوة، الاتحاد الدستور قام بنفس الفعل، سنجد أيضا حزب الاصالة والمعاصرة عندما تأسس، حتى حزب العدالة والتنمية عندما وصل الى الحكومة، انخرط فيه الكثير من الأشخاص، طمعا في الاستفادة من خدماته بحكم تواجده في السلطة، ونفس الأمر نلاحظه مع حزب الاتحاد الاشتراكي عندما قاد عبدالرحمان اليوسفي الحكومة سنة 1998 انخرط فيه العديد من الأشخاص، بينما العمل السياسي يتميز بروح الالتزام وبروح المسؤولية..هؤلاء يبحثون عن خدمات، وبمجرد خروج الحزب من الحكومة يهجرونه، وهذا إشكال كبير…ونلاحظ اليوم ما يجري في حزب العدالة والتنمية، آخر مؤتمر جهوي له في جهة العيون الساقية الحمراء حضره عبدالاله بن كيران، وكان يعتقد أنه سيجد جموعا غفيرة بالآلاف حاضرة بهذه المحطة، فلم يحضر سوى 74 شخصا بالضبط، من اربع مدن رئيسية تشكل الجهة.

القيادات النسائية للأحزاب السياسية تكاد تكون منعدمة..ما هي الأسباب في رأيكم؟

لا ننكر أن المجتمع المغربي ذو ثقافة ذكورية، ولكن هذه الثقافة لا تمنع من بروز نساء قياديات داخل أحزاب سياسية، لذلك سنجد استاذات جامعيات وهناك مسؤولات في مواقع عدة..فقط هناك اشكال في العمل السياسي، حيث يقتضي أحيانا نوعا من التفرغ الذي هو متاح للذكور اكثر من النساء..المرأة بحكم التزاماتها العائلية والاسرية يكون لها وقت أقل من الرجل، ثم هناك سبب ثاني، يتعلق بما يتطلبه، للأسف، العمل السياسي من امتلاك لوسائل التآمر في بعض الأحيان والكولسة، وهذا الامر لا يكون أحيانا متاحا للنساء، بحكم أن المرأة تتميز بالوضوح..وفي المغرب لدينا الآن سيدتان تترأسان حزبين، وهما نبيلة منيب بالنسبة للحزب الاشتراكي الموحد، وهناك زهور الشقافي التي تترأس حزب المجتمع الديموقراطي، وهذه السيدة كانت في الأصل في حزب التقدم والاشتراكية ودخلت البرلمان باسم التقدم والاشتراكية، وبعدما انتهت ولايتها وغادرت أسست هذا الحزب، ولكن في الأحزاب الأخرى هناك نساء عديدات في الهياكل الحزبية،  بالمكاتب السياسية والمجالس الوطنية.

ما رايك في أعمال العنف التي شابت الحملات الانتخابية خلال الاستحقاقات الأخيرة؟

للأسف، هناك كثير من المثقفين ومن ذوي المروءة والأخلاق الحسنة، عندما تحدثهم عن الترشح للانتخابات يرفضون، يقولون بأنهم لا يمكن ان ينزلوا الى مستوى لا يشرف أحدا، بحكم وسائل العنف التي  يتم استعمال عبر العديد من الوسائل، يستعملها بعض المرشحين،  وانا اتحدث هنا عن المرشحين “البلطجية”، وأقول أن أغلب المرشحين، هم من البلطجية، يتحكمون في قرى وفي مدن، ولا يسمحون لأي شخص بأن يهزمهم، ويستعملون جميع الوسائل الدنيئة لإخافة الناس..يستعملون العنف بقوة ضد بعض المرشحين، واقصد هنا العنف المادي والعنف الرمزي..كإطلاق الاشاعات التي تمس العرض، لهذا نفر المثقفون من السياسة، وهناك جهات تحرص على دخول هذه العينة من المرشحين الى المؤسسات التمثيلية لأنها تخدم أجندات جهات معينة..يتبع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
P