المغرب واسبانيا يصنعان تاريخا جديدا
عبدالنبي مصلوحي
المغرب واسبانيا يصنعان على الساحل الاطلسي تاريخا متجددا في العلاقات من اجل شعبيهما، وجار الشؤم بالجهة الشرقية يراقب وينمنم ويحرض من اجل التشتيت والخراب في هذه الجهة من العالم، لا لشيء، فقط لانه يريد موضوعا يلهي به شعبه حتى لا يتفرغ له ويفطن الى ألاعيبه وما يقوم به من تعطيل لتطور بلاده ونمو اقتصادها لأشياء، باتت معروفة ومفهومة..
هو اولى من اسبانيا لو كان من محبي الانتصارات و البناء والتطوير، عوض مجالس السوء والنميمة في المغرب و محاولات السطو على الحقائق بالتزوير، عوض هذا، يجب عليه ان ينظر الى كيف يصنع التاريخ بالجهة الغربية، وينظر الى اسبانيا التي لا تربطها لغة ولا دين ويفصل بينها وبين المغرب بحر، تبحث عن مد الجسور، بعدما جربت عقودا من المد والجزر، من اجل مستقبل شعبها، لأنها لا تؤمن بغير المستقبل، في الوقت الذي يتشبث فيه جارنا الشرقي بالماضي، بل ومستعد للموت من اجل البقاء في جبته، لأنه يعلم انه اذا بحث عن المستقبل فسيلفظه التاريخ لأنه تجاوزه.
ما يصنعه اليوم المغرب واسبانيا، هو درس لهذا النظام، و للمرتزقة الذين يشتغلون لحسابه، والذين لا حرفة لهم غير حصار عدد من الصحراويين وخليط آخر من جنسيات تنحدر من دول اخرى مجاورة وغير مجاورة من جنوب الصحراء، وتسويقهم على انهم شعب، و تحويلهم الى سجل تجاري لتسول المساعدات من الدول والمنظمات الانسانية، بعض الفتات منها يذهب الى المخيمات والباقي يباع بأسواق الدول المجاورة وتحول عائداته الى جيوب المرتزقة وبعض “الكابرانات” نظير ما يقومون به من محاصرة للمخيمات حتى لا تشهد موسم هجرة نحو الجهة الغربية.
اسبانيا التي لا دين ولا لغة تجمها بالمغرب، فطنت الى ان الاصل في العلاقات، هو المصالح المشتركة والمستقبل من أجل أن يعيش الشعب في عز وأمان، وليس من أجل أن يعيش بقايا الحرب الباردة الذين لم يتعلموا من التاريخ سوى المؤامرات والدسائس .
المغرب، اضحى اليوم بفضل سياسة بعد النظر التي يشتغل عليها، قادرا على تأمين الربط بين دول واتحادات دولية، كالاتحاد الأوروبي وبين دول غرب افريقيا، وهذا الأمر بات مفهوما بشكل جيد من قبل الدول التي تبحث عن مصالح شعوبها كاسبانيا مثلا، التي آمنت أن علاقات رابح – رابح في شمال افريقيا هي الى جانب المغرب، أما الطرف الآخر الذي مازال يغط في النوم داخل كهف “الحرب الباردة” التي توفاها الله في تسعينيات القرن الماضي تحت أنقاض جدار برلين، فأي شراكة معه، ستكون بمنطق رابح ـ خاسر، أو خاسر ـ خاسر، لان حكام الجارة الشرقية لا يبحثون عن الربح الاقتصادي أصلا لفائدة شعبهم، بقدرما يبحثون عن دعم أطروحة مرتزقة البوليساريو الباطلة، و اسبانيا ملت من هذه الأسطوانة التي تدور عكس التاريخ والمستقبل، ورأت أن العودة الى جادة الصواب لتسريع عملية بناء حقيقية خلف ضفة المتوسط، أنفع لها ولشعوب المنطقة، لأنها خطوة، ستتلوها خطوات عديدة من دول عديدة، تنهي هذا “الحجر” الذي تقول الجزائر أنها تضعه في حذاء المغرب لتبطىء مشيه، ولكن المغرب يمتلك حذاء من حديد، أي حصى سقطت داخله، تتحول الى غبار ..تذروه الرياح.
