الرئاسيات الأمريكية…سن المرشحين تحت المجهر وبايدن تحت ضغط أكبر
![الرئاسيات الأمريكية...سن المرشحين تحت المجهر وبايدن تحت ضغط أكبر 1 امريكا](/wp-content/uploads/2024/02/امريكا-780x470.jpg)
بشرى ناجي
في خضم المبارزة الثنائية المحتملة بين جو بايدن ودونالد ترامب برسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نونبر المقبل، وفضلا عن رؤيتين إيديولوجيتين على طرفي نقيض، تثير مسألة سن المرشحين نقاشا، غير أنها تؤرق بال معسكر الرئيس الديمقراطي الحالي أكثر من سلفه الجمهوري.
إذ تعددت حالات فقدان الذاكرة التي يقع فيها المرشحان، أثناء الحديث في العديد من المناسبات.
فهاهو دونالد ترامب (77 عاما) يشيد بقيادة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في “تركيا”، كما خلط بين المرشحة الجمهورية والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي والرئيسة السابقة لمجلس النواب، نانسي بيلوسي.
بدوره، تحدث الرئيس بايدن (81 عاما) عن قادة أوروبيين راحلين فيما كان يقصد لقاءات عقدها نظرائه الحاليين، كما أنه خلط بين مصر والمكسيك.
هذه “الأخطاء الفادحة” يمكن أن تثير، بحسب وسائل الإعلام والمراقبين، انشغالات بشأن عمر بايدن وترامب، وقدراتهما العقلية.
غير أن التقرير الذي صدر مؤخرا عن المدعي الخاص المكلف بالتحقيق في تعامل جو بايدن مع وثائق سرية أثر على الرئيس الديمقراطي بشكل خاص على. إذ زادت النتائج التي توصل إليها التقرير من مخاوف الديمقراطيين بشأن فرصهم في انتخابات نونبر المقبل، كما أثارت حفيظة البيت الأبيض.
لطالما شكل العمر أكبر عائق سياسي لبايدن، وها هو تقرير المدعي الخاص روبرت هور يعيده إلى الواجهة، وإن لم يسفر عن توجيه أي اتهامات للرئيس الديمقراطي بشأن تعامله مع وثائق سرية.
يصف هذا التقرير الرئيس الـ46 للولايات المتحدة ب”رجل مسن صاحب ذاكرة سيئة”، لكنه لا يوصي بملاحقته قضائيا.
وفي هذا السياق، أقر العديد من الديمقراطيين بأن التقرير يمكن أن يؤثر على فرص إعادة انتخاب بايدن، خلال معركة محتملة ضد الرئيس السابق ترامب.
قبل أسبوع، خلط قاطن البيت الأبيض بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفرانسوا ميتران، رئيس فرنسا ما بين 1981 و1995 والذي توفي في العام 1996. كما خلط الأربعاء الماضي بين المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، وهلموت كول الذي شغل هذا المنصب ما بين 1982 و1988، وتوفي في عام 2017.
وخلال مؤتمر صحفي عقده من أجل توجيه النقد لتقرير هور وتبديد المخاوف بشأن ذاكرته وعمره، تحدث بايدن، خطأ، عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بصفته “رئيس المكسيك”، وذلك في رده على سؤال حول الصراع في غزة.
وفي أعقاب صدور تقرير المدعي الخاص هور، صعد البيت الأبيض والمعسكر الديمقراطي لهجتهما.
وقال بايدن، الذي لم يستطع كظم غضبه، خلال مؤتمر صحفي، “أنا رجل صاحب نوايا حسنة وأنا رجل مسن لكني أعرف ما أقوم به بحق الله!. ذاكرتي بخير”.
بدورها، اعتبرت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، أن تقرير المحقق الخاص ذو “دوافع سياسية”، وأن التعليقات حول صحة بايدن العقلية الواردة في التقرير “بلا مسو غ وغير دقيقة وغير مناسبة”.
من جانبه، أكد السناتور الديموقراطي، جون فيترمان، أن التقرير يعد “تشهيرا” غايته “تشويه” سمعة بايدن.
كما انتقد المتحدث باسم البيت الأبيض، إيان سامز، تضمن التقرير لمقاطع “لا مسوغ لها”، معتبرا أن التعليقات التي تم الإدلاء بها حول عمر الرئيس “تتجاوز نطاق اختصاصات مدع”.
وكتب هور، وهو مدع جمهوري عينه وزير العدل ميريك غارلاند محققا خاصا، أن بايدن قدم نفسه للمحققين على أنه “رجل مسن ودود، بنوايا حسنة مع ذاكرة ضعيفة”.
وأشار، في فقرة أخرى من التقرير إلى أن بايدن واجه صعوبة في تذكر السنوات التي كان فيها نائبا للرئيس، والعام الذي توفي فيه ابنه.
لم يفوت الجمهوريون فرصة استغلال تقرير هور سياسيا، معتبرين أن الرئيس الذي يعاني من ضعف الذاكرة لا ينبغي له أن يحظى بأربع سنوات أخرى في البيت الأبيض.
أما في صفوف أنصار بايدن، فإن النتائج التي توصل إليها التقرير المذكور تشكل، على العكس من ذلك، فرصة للهجوم والرد بشكل استباقي على المخاوف المتعلقة بسن الرئيس وقدرته على تدبير شؤون الرئاسة.