الجريمة،الواقع المرعب في جنوب إفريقيا

ميديانايا متابعات
تبعث أرقام الجريمة في جنوب إفريقيا الصادرة مؤخرا على الرعب، وتضع البلاد في حالة انعدام الأمن المتواصل.
ويكفي التأمل في رقم 6945 وهو عدد ضحايا جرائم القتل خلال الربع الثالث من العام الجاري بناقص 59 حالة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية للتأكد من أن جنوب إفريقيا واحدة من أخطر البلدان في العالم.
وتكشف هذه الأرقام المخيفة الصادرة عن مصلحة الشرطة في الأسبوع الماضي، عن التحديات الأمنية المستمرة التي يواجهها هذا البلد.
والحقيقة الثابتة أن الجريمة أصبحت مع مرور السنين معيارا مؤسفا بجنوب إفريقيا، وواقعا مثيرا للقلق يبقي مواطنيها في حالة دائمة من الخوف والشعور الكبير بعدم الأمان.
وبسقوط 75 ضحية يوميا، تكون البلاد في مواجهة تحدي انتشار الجريمة الذي يهدد السلام والاستقرار، مع ما يترتب على ذلك من عواقب ضارة على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية.
ومن المفارقات، أن جميع مؤشرات الجريمة باللون الأحمر، حيث إن محاولات القتل عرفت في الربع الثالث من 2023 زيادة كبيرة بنسبة 12.3 في المائة، وتم الإبلاغ عن 24 ألف و297 حالة. ومن المؤسف أن تكون النساء في قلب هذه الأرقام بقتل 881 امرأة فقط بين شهري يوليوز وشتنبر الماضيين، في حين تعرضت 4726 أخريات للاغتصاب، مع تسجيل 13 ألف و90 اعتداء جنسي.
وأمام هذا الواقع المرعب، ارتفعت أصوات عديدة لا سيما أصوات المنظمات غير حكومية وأحزاب سياسية مطالبة الحكومة باستخدام جميع الوسائل اللازمة لمهاجمة عصابات الجريمة وبالتالي وضع حد لما أسمته ب”المذبحة’’.
وفي هذا الصدد يبرز اسم (حزب التحالف الديمقراطي) وهو أبرز أحزاب المعارضة، الذي يرى في هذه الأرقام المعلنة حربا دموية ضد المواطنين الجنوب إفريقيين. وقال عضو الحزب في البرلمان أندرو ويتفيلد إن “عائلات ومجتمعات يتم تفكيكها بسبب مجرمين عنيفين يعذبون ويرهبون المواطنين الأبرياء على مرأى ومسمع من السلطات’’.
وذكر بأنه منذ عام 2018، قتل نحو 130 ألف مواطن بوحشية على يد مجرمين يجوبون الشوارع دون عقاب مشيرا إلى أن هذه الأرقام الصادمة استمرت في الارتفاع لأكثر من عقد من الزمن بسبب القيادة الضعيفة والقرارات السياسية السيئة.
والأمر نفسه بالنسبة ل(شبكة مدن جنوب إفريقيا) التي أكدت مؤخرا هذا الاتجاه التصاعدي في الجريمة مفيدة بأن معدل جرائم القتل في البلاد يبلغ 42 لكل 100 ألف نسمة ما يعني أنه أعلى بسبع مرات من المتوسط العالمي وثلاثة أضعاف المتوسط القاري.
وتعتبر هذه المنظمة غير الحكومية أن بلاد نيلسون مانديلا تواجه تحديات مجتمعية معقدة تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لصياغة مستقبل مستقر وآمن لمواطنيها.
وتنتشر الجريمة بينما تعاني جنوب إفريقيا من البطالة والفقر والفوارق الاجتماعية كآفات تلازم الحياة اليومية لملايين المواطنين بعد مرور ثلاثة عقود على زوال نظام الفصل العنصري.
وفي سياق الأزمة الاقتصادية الحادة ومواجهة الارتفاع المقلق في معدلات الجريمة يبدو أن السلطات في طريق مسدود في ظل غياب حلول ووسائل لضمان الأمن كحق أساسي للمواطنين.