البرتغال…أحزاب المعارضة الرئيسية من اليسار واليمين تؤيد إجراء انتخابات مبكرة
ميديانايا متابعات
تستعد الأحزاب السياسية الرئيسية لطي صفحة أنطونيو كوستا، رئيس الوزراء الاشتراكي الذي قدم استقالته يوم الثلاثاء وذلك على خلفية تحقيقات حول شبهات فساد تتعلق بمنح تراخيص التنقيب على الليثيوم، المعدن الذي يستخدم في تصنيع البطاريات ويعد ضروريا لانتقال الطاقة وإنتاج الهيدروجين
وقد أعربت أحزاب المعارضة الرئيسية من اليسار واليمين، على هامش مشاوراتها مع الرئيس البرتغالي، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، اليوم الأربعاء، بالفعل عن تأييدها لإجراء انتخابات مبكرة.
وفي هذا الصدد، قال لويس مونتينيغرو، رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي، حزب المعارضة اليميني الرئيسي، إن “الظروف تبرر إعطاء صوت للشعب البرتغالي، من خلال تنظيم انتخابات مبكرة”.
من جانبه، قال الحزب الاشتراكي إنه مستعد لجميع السيناريوهات، “إما انتخابات مبكرة أو تغيير زعيم الحكومة”، حسبما أشار رئيس الحزب الاشتراكي كارلوس سيزار.
وبالنسبة لزعيم (شيغا)، أندريه فينتورا، فقد أكد على ضرورة إجراء انتخابات مبكرة في أقرب وقت حتى لا تدخل البلاد في ركود سياسي. واستبعد سيناريو تعيين رئيس وزراء مؤقت، مضيفا أنه “في سياق حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، نحن نقبل أي حل يضمن اعتماد الميزانية لبدء العام”.
وأثارت استقالة رئيس الوزراء صدمة لدى الطبقة السياسية بكل أطيافها وأيضا لدى الرأي العام البرتغالي.
أما الصحف البرتغالي فوصفت هذه الاستقالة ب “نهاية الدورة”، و”زلزال 7 نونبر”، و”قنبلة” سياسية، معتبرة أن مشاورات رئيس الدولة مع الأحزاب السياسية اليوم الثلاثاء ستحدد مآل الحياة السياسية البرتغالية.
وقالت صحيفة بابليكو اليومية: “دخل أنطونيو كوستا التاريخ السياسي البرتغالي كأول رئيس حكومة متورط في قضية جنائية”.
وتتعلق القضية، بحسب النيابة العامة، بشبهات “اختلاس وفساد من جانب حاملي مناصب سياسية واستغلال النفوذ” في إطار منح تراخيص لاستكشاف الليثيوم وإنتاج الهيدروجين.
وقال المدعي العام في بيان الثلاثاء إنه خلال التحقيق “ذكر المشتبه بهم اسم رئيس الوزراء وسلطته”.
وأضاف أن هناك شبهات بأنه تدخل شخصيا “لحلحة إجراءات” في إطار هذه القضية وأن كوستا سيكون “موضع تحقيق مستقل”.
وفي كلمته امام الصحافيين قال كوستا إنه “فوجئ” بفتح هذا التحقيق.
ويهتم المحققون بشكل أكثر تحديدا بمنح تراخيص “استكشاف مناجم الليثيوم” في شمال البرتغال، وفي “مشروع لإنتاج الطاقة من الهيدروجين” وفي “مشروع بناء” مركز بيانات من شركة Start Campus في سينيس، على ب عد حوالى مئة كلم جنوب لشبونة.
وصباح الثلاثاء، تمت مداهمة المقر الرسمي لرئيس الوزراء وعدد من المنازل والوزارات ومكاتب محاماة.
كما تم توجيه تهم إلى وزير البنى التحتية البرتغالي جواو غالامبا وكذلك رئيس مجلس إدارة الوكالة البرتغالية لحماية البيئة.
وكانت هذه الجمعية قد أعلنت في شتنبر أنها أعطت موافقتها، في ظل شروط معينة، لمشروع ثان في البلاد لاستخراج الليثيوم، وهو معدن يستخدم في تصنيع البطاريات وضروري لانتقال الطاقة.
وتعد البرتغال التي تملك أكبر احتياطي من الليثيوم في أوروبا، المنتج الرئيسي له، لكن إنتاجها في الوقت الحالي يستخدم بالكامل في صناعة السيراميك والأواني الزجاجية.
كما حصل أول مشروع لمنجم الليثيوم، بشروط، على ترخيص من الوكالة البرتغالية لحماية البيئة في ماي الماضي.
وتحتج منظمات بيئية غير حكومية وقسم من السكان المحلي ين في هذه المنطقة الريفية على مشاريع التعدين هذه